Untitled Document
  • chef cook slide show
  • chef cook slide show
  • chef cook slide show
  • chef cook slide show
  • العلامة المربي الزاهد الفقيه الشيخ محمد أديب الكلاس رحمه الله تعالى ( 1339 - 1430 هـ ـ 1920 ـ 2009 م )

وأفضـل الصـلاة وأتم التسـليم عـلى سـيدنا محمد وآله وصـحبه أجـمعين يـا ربنـا لك الـحمد كـما ينبغي لـجلال وجهك ولـعظيم سـلطانك سـبحانك لا نحصـي ثـناءً عـليك أنت كمـا أثنيت على نفسك صل اللهم وسلم وبارك وعظم وأنعم على سيدنا محمد كما تحب أن يصلى عليه وزدنا يا مولانا حباً فيه حتى نلقاك وأنت راض ٍ عنا .

إخوتي في الله جلسة الوفاء هذه :هي جلسة عهد مع الله ورسوله لنستقيم على العهد، لا نغير ولا نبدل ،حتى نلقى الله تعالى وهو عنا راض فجزاكم الله تعالى خيراً.

قال تعالى { ولتكن منكم أمةٌ يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون } آل عمران /104/

أما والله لا أستطيع ترجمة سيدي الوالد رحمه الله تعالى مـَنْ عرفه فقد عرفه ومن لم يعرفه فقد أحبه :

كيف الـُّسلـُوُّ وكيف صبري بعده ؟         وإذا دُعيت فإنما أ ُكـْنـَى به

هو العلامة المربي الزاهـد الفقيه الشيخ محمد أديـب الكلاس بنُ أحمدَبن ِ الحاج ِ دِيــب الدمشقي أصـلاً و الكلاس شــهرةً ، وعـملا ً، والإمـام والخطـيب دعوة ً، والأدب والتواضـع سـِمـة ً وعلو الهمة شرفا ً، وحـب الـفقراء والمـساكين وطـلاب العلم أخـلاقا ً، واحـترام شـيوخه أدباً ومقارعة الشـُبـَه والباطل عـُمـَرياً، وحـُب الخلفاء بكرياً واحترام آل البيت مودة ً ورحمة.

ولادته ونشأته :

ولد في دمشق الشام في حي القيمرية عام 1921 وسمي مـحمـد ديـب الـكلاس .والده جدي أحـمد الـكلاس: كـان مجاهداً ضد المستعمر الفرنسي .

قف دون رأيك في الحياة مجاهدا ً          إن الحياة عقيدة وجهاد

وكان والـده رحمهما الله ذا حجة بينة، مستحضراًلكتاب الله عز وجل ، وكانت له شهرة بإتقانه لعمله . ووالدته هي السيدة درية الكلاس،وقد عـُرفت بـِسـَعة الصدر، والأخلاق الحسنة ، والحلم والأدب ، وقد توفيت والشيخ محمد أديبالكلاس غلام ، فقامت ببعض شؤونه أخته ،واسمها بشيرة، وخالته امرأة أبيه، وقد عـُرف منذ صغرهبنشاطه وذكائه واعترافه بالحق لغيره.

تواضعُ سيدي الشيخ لم يكن بدعاً ، كان رداءً ألبسه إياه الله عز وجل ، كان مع أقرانه الأولاد في مكان نشأته إذا اجتمعوا للعب قال: أنا مـَع مـَنْ ؟ ولا يـُنشئ حـَلـَقة أخرى للعب يقارع فيها أقرانه أبداً ، فالتواضع كان سمة فيه منذ صغره .

شيوخه في تحصيل العلوم :

أودعه والده في كتاتيب المشايخ لتلقي العلوم النافعة، وهذه مدارسٌأهلية ٌ تأخذ أقساطاً مقابل تعليم الطلاب، رغبةً منه بنشأته بعيداً عن المدارسالحكومية أيام الاحتلال الفرنسي ، وكان الشيخ رحمه الله تعالى لا يشارك في درس اللغة الفرنـسية ويجلس صامتاً ، لأنـه يـعتقد أن هذه اللغـة هي لغـة المحتـل ، حتى إذا أعيـا الطـلابَ ســؤالٌ أداره الأسـتاذ على أسماعهم ، كان الأستاذ يقول : أنا أعرف من يجيب، إنه أخوكم ورفيقكم تلميذنا الـكلاس، انظروا كيف يجيب فيوقد عنده شعلة التحدي لأنه يعلم الإجابة، فيسأله فيجيبه ، ثم وضعه الأستاذ عريف الصف! تحنناً إليه، وتقرباً ،حتى يشارك في دروس الفرنسية ، وقد رأى منه اجتهاداً وذكاءً ونباهة ً فاق أقرانه .

ثم دَرَسَ في المدرسة الكاملية ، ثم المدرسة الجوهريةالسفرجلانية، حيث أدرك الشيخَ الجليل محمد عيد السفرجلاني ، إن ما أقوله لكم الآن أسمعته لوالدي قبل وفاته رحمه الله، وكان على قوة باقية فيه ثم قرأته عليه فقال : يا تواب ( وأضـفت إليه الآن الشعر وبعض القصص التي عشتها معه أو سـمعتها عن تلامذته) ثم انتقل إلى المدرسة الأمينيـة وكان فيها من الأسـاتذة الشـيخ كامل البغال . ودرسه أيضاً الـشيخ محمد خير الجـلاد ثم انتقل بعد ذلك إلى الكتـّاب ومسجد الشيخعبد الله المنجلاني، ثم إلى مدرسة الإرشاد والتعليم .


ولمـا بـلغ عـشر سـنوات - عـام - 1931 قـرأ على الشـيخ الراحل العلامة صاحب النهضات في بلاد الشام ، المغفور له مـحـمد صالح الفرفور ، الأربعين النووية ، ومبادئ الفقه بنور الإيضاح.ثم وضعـه والـده بمـهنة الخياطة وكان يعمل حتى منتصف الليل ، فلم يستطع متابعة الدروس عند الشيخمحمد صالح الفرفور في هذه الآونة .

عمل بعد ذلك مع والده بحرفة الكلاسة ، والطين العربي ، وكانت خبرة والده ممتازة جدا ً كالمهندس المتفوق بناء ً وعمارةً ، وإنشاء ،ً وصدقا ً، وصار الشيخ أديـب رحمه الله في تـلك الفترة يـتردد إلى حلقتين ، حلقة مجلـس الصـلاة على النبي صلى الله عليه وسلم للشيخ سهيل الخطيب، وحلقة الشيخ هاشم الخطيب التي يقرأون فيها القرآن الكريم .

ثم كان سبب عودته لتلقيالعلوم على الشيخ محمد صالح الفرفور ، أن الشيخ أديب الكلاس كان مرجعـا ً بـمعضـلات الحسابلأخيه الأصغر في صفوف دراسته المتقدمة ،فيتعجب أخوه منهويقـول له : لـو دَرَسَت معي لحصلت أعـلى الدرجات ! وكان الأخَ الأصغر واسـمه رمزي وهو أخ لأب ، لايستطيع شرح الدروس كما تلقاها من أساتذته ، فيقول للشيخ محمد أديب الكلاس لو تذهبمعي إلى المسجد ستجد جوابا ًلأسئلتك المركزة، التي تحتاج لأستاذ يجيب عنها، فقال له الشيخ أديب : أعلم ذلك وعاد لتلقيالعلم بشغف وشوق.وكان الحافزَ لعودته للعلم قصة ٌ، وحكمة ٌ، وعبرة ٌ.

وذلك بعدما سمع من صاحب مطبعة الترقي، الأستاذ صالح الحيلاني ، قولا ً بليغا ً عمن يصرف وقته إلى جسده، ويترك العلم والمستقبل والروح، وينشغل بالرياضة ، فقال ذلك الحكيم لولده ِ: يا بني أنا لا أعجب من رجل يحمل مائتي رطل ٍ ولكنني أعجب من رجل يَخـط ُخطـا ً فيغير وجه الأرض، فوقـع هذا الـكلام في مسامـع الشيخ موقع الحق والحضارة فـدخل إلى سماء الله في أرضه – إلى المسجد – لأن المسجد يكون في الأرض ولكن السماء تكون فيه .

فلما رأى عودته العلامة الشيخ محمد صالح الفرفور ثانية رحب به وقال له : وجهك أم ضوء القمر ، لما عرف من نباهته وفطنته وحفظه ، وبذلك انضم الشيخ رحمه الله تعالى إلى قوله سبحانه { فلولا نـَفرَ مـِن كـُل ِ فـِرقة ٍمنهم طائفة ٌ ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون } سورة التوبة الآية /122/

ثم جعله الشيخ صالح الفرفور في حلقة الأستاذعبد الحليم فارس رحمه الله ، وكان قريباً للشيخ صالح الفرفور ، فقرأ عليه كتب الدروس النحوية الجزء الثاني، وحاز المرتبةالأولى بالامتحان به ، وكانت جائزته - هدية من المربي العلامة الشيخ محمد صالحالفرفور- كتابَ الرسالة القشيرية ، وما يزال الكتاب عند الشيخ يعتز به. ثم قرأالكتاب الثالث والرابع من الدروس النحوية ، وابن عقيل والبلاغة الواضحة ، وقرأ أيضاً عند سيدنا ومولانا الشـيخ عبدالرزاق الحلبي حفظه الله وعافاه بعض متون الفقه . ثم قرأ علم التوحيد من أمهات الكتب المعتمدة علىالشيخ العلامة محمد صالح الفرفور، وتعلم منه جـُل أبواب العلوم، والفنون ،والمنطق،والفرائض، والتفسير والحديث، والفقه، والعروض، ومصطلح الحديث والتصوف، والتجويد، وبعضاًمن خـُلاصة الحساب للإمام العاملي .

كان الفجرُ عند الشيخ - رحمه الله - وقتاً للعبادة، ثم وقتاًللدرس في حاشية رد المحتار على الدر المـختار لمرجع الـفقه الحنفي ابـن عـابدين بين يدي الشيخ صالح الفرفور رحمه الله ، ومساءً بعد المغرب متابعة ً للدروس ، أما نهارُ الشيخ أديبفكان عملأً مع والده .

ولـقد حـفظ الـشيخ ألـفية َ ابن ِ مـالك ، وَكـَتـَبَ خلاصة دروسـه ، وكـررهاللـحفظ أثناء عمله في النهار .

حتى إذا أخذ أجره من والده إنقطع في جامع الفتح للدراسة والحفظ فإذا لم يبقَ معه مال لينفقه على نفسه سأل والده هل هناك عمل؟ فإن لم يكن هناك عمل عاد طاوياً بطنه ، وربما لم يدخل شيء جوفه ثلاثة أيام لا يشرب إلا الماء كان يتعفف لأنه يرى أباه شيخاً مسناً وليس من الرجولة أن يشـارك إخوته الصغار طعامهم، ولا يعلم به إلا الله عز وجل، ولا يتحدث عن ذلك ، موقناً أن رزقه مكتوب لا يغيب وإن تأخر .

أراد الله له أن يتفرغ لأمور الدعوة إلى الله تعالى ، فكان إماماًوخطيباً في العديد من مساجد دمشق ، ومدرساً للعلوم التي تلقاها عن مـشايخه ، ولم يـَفته وهو عند الشـيخ صـالح ومدرسـاً في معهده أن يقرأ على قبلة العلم في بلاد الشام العلامة الطبيب الشيخ [محمد أبو اليسر عابدين] مفتي سورياالذي كان يقول له :

" ليتني عرفتك من قبل" لما أعجبه من علمه ، وإطلاعه ، وتدقيقهلمسائل العلوم ، والحُجة البالغة، والتواضع ، والزهد .

قرأ رحمه الله تعالى على الشيخ العلامة المقرئ محمود فايز الديرعطاني بعضاً من سور القرآنالكريم ، وكثيراً ما سـُر العلامة الديرعطاني منه لنباهته وفطنته، وكان يـَسألـُه في بعضالمسائل، فيعجبه جواب الشيخ أديب الكلاس رحمهما الله.

كذلك قرأ على الشيخ فوزي المنّير، وعلىالشيخ أحمد عبد المجيد الدوماني ، وهو من تلاميذ الشيخ محمد سليم الحلواني شيخ القراءفي عصره ، ولقد أكرمني الله عز وجل فقرأت بمعية سيدي الوالد على ذلك الشيخ الجليل رحمه الله تعالى كما قرأ أيضاً القرآن على الشيخ أبي الحسن الخباز وكان معروفاًبإتقانه لكتاب الله عز وجل.

نبغ الشيخ نبوغاً كبيراً، وكأنه حوى في صدره كل ماقـرأه ووعـاه ، حتى غدا جـبلاً من جبـال العلم يمشي على الأرض ســمعته يقول عن نفسه وهو تـلميذ وقت الامتحان : أنظرُ في الـسؤال ثم أتذكر كلام الشيخ المدرس، والأستاذ ، فأكتب ما قال فآخذ العلامة التامة .

ومع ذلك لم يترك مساعدةوالده في عمله ، وكان يحرص على نيل رضاه يعمل معه نهاراً، و يتابع تحصيله العـِلميليلاً.

شيوخه في الإجازة :

أجازه العلامة الـشيخ محمد صالح الـفرفور إجازة عامة بالعلومالشرعية، والعربية ، وغيرها كما أجـازه الشـيخ الطبيب أبو اليسر عابدين ،ونال أيضاً إجازة من الشيخ المربي محمد سعيد البرهـانيبالـطريقة الشاذلية ، وقد أكرمه الله بإجازة من الشـيخ أحمد وهاج الصديقي الباكستانيمولداً والمكي إقامة بالطريقة النقشبندية ، والجشتية ، والقادرية ، والـسهرورية والقلندرية .

وتبـادل الإجـازة مع مـولانا الشـيخ الحـافظ عـبد الـرزاق الحلبي رحمه الله تعالى  في دمشـق ، والشـيخ محـمد بـن عـلويالـمالكـي في مكة المكرمة .

والشيخ رحمه الله كان في أسفاره إلى الحجاز يلتقي مع كبار العلماء، و المحدثين من العالم الإسلامي ،ويتبادل الإجازات معهم ، فإذا حـَضرَ بعضُ طلاب الشيخ ، أو أولادُه عُرف ذلك وإلا فالشيخلا يـَذكرُ ذلك بلسانه تواضعاً وخشية ً من الله أن يـَدْخـُلـَه العـُجب بنفسه ، ويقول : أنا كلاس ماعندي شيء والفضل لله وحده .

عنايته بالعلم والتعليم والإرشاد :

بـرع الشـيخ بالمناظرة ، وإبطال الشـبهات ، والرد على أهـل الأهـواء ،والمـلحدين والمبتدعين كما أن له شغـفاً بـالـتوحيد وعلم الكلام ، لذلك فـهو صاحب حـُجةوبـرهان ، وإقناع مع رحـَابة صدر شديدة وتواضع جم وزهد كبير .

لـه حـظ كبـير في عـلومالفرائض، والـفقه ، وعلوم الآلة ، ولعل أحب علم لديه هو الـفقه والـتوحيد ، وأذكـر ونحـن نقرأ بين يديه مثالا ً كيف تتعلق القدرة بالممكن فقط فلا تتعلق بالمستحيل ولا تتعلق بالواجب عندما كان يشرح جوهرة التوحيد عند قوله :

وقدرة ٌ بممكن تعلقت          بلا تناهي ما به تعلقت

فـقال الـقدرة تتعـلق بالممكن ، ولا تتعلق بالمسـتحيل ، مثال ذلك لو أخذتَ ورقة ً مكتوبة ووضعتها على أذنـك أتقـول إن الأذن لـم تقرأ الورقة ؟ لا يـمكن أن تقول ذلك ، لأن وظائف الأذن تتعـلق بالمسـموع فـقط ، فلا نقـول الأذن عـاجـزة ، وكـذلك سـأله مفتي درعا الأسـتاذ (أبا زيد) حفظه الله ، وكان في قسم التخصص، في مجمع الفتح الإسلامي، كيف لا تتعلق القدرة بالمستحيل ؟ فأعطاه دليلا ً في درسه مختصرا ً واضحا ً يزيل كل شبهة ، وقد سـُرًّ به وذكره يوم تعزيته بالشيخ أديب رحمه الله تعالى .

وصفالشيخ أبو اليسر عابدين الشـيخَ أديبَ الكلاس بقوله إنك تشبه الفاروق بل ولقبه بعمر ( عمر ابن الخطاب )   بن الخطاب رضي الله عنـه لمايتمتع به من طبع يقارع الباطل ، ولا يخشى في الله لومة لائم .

دَرَّس الشيخ في معهدالفتح الإسلامي منذ تأسيسه بيد الشيخ محمد صالح الفرفور، والمدرسة الأمينية ، وبعض الثانويات كدار الثقافة ،وثانوية الشرق .

وكـان رحمه الله يتواضع لطلاب العلم ، ولا يـرد طالباً ولو كان مبتدءاً ، و إذا طـُلب منهقراءة متن في مبادئ العلوم أو الفقه ، لا يصرف الطالب أبـداً ويقول له: هذه أوقات فراغيإنْ وجـدتَ ما يناســبك ، فضـع الوقـت الذي تريـده فـنقرأ فيـه مـعك إن شاء الله تعالى .

ألا رُبَّ مكروب ٍ أجبت َ وخائف ٍ            أَجـَرْتَ ومعروف ٍ لديك ومـُعـْجـَب ِ

إذا سـُئل عـن تـلامـيذه وطـلابه ،فيقـول مـادحاً ومتواضعاً لهم : هـؤلاء أسـاتذتي ، فالعلم يزكـو بالإنفـاق ، والفضـل بيـد الله . وكـان لا يـَصدرُ عـنفتوى إلا بالقول الراجح المعتمد، وإذا ضاق الأمـرُ على السـائل ذهـب معـه إلـى أصـحابالـمذاهب الأخـرى الـمعتمدة إن علـم أن لـه جواباً عندهم بالراجح من القول .

فتح الشيخ داره لكل سائل ،يرجو بذلك ثواب الله وحده ، وما دُعي إلى خير و إصلاح ِ ذات البين إلا أجاب، وما دُعيإلى معروف إلا وسعى فيه ليتمه ،فكان في خـُلقه كما مـُدح رسول الله حين عـَرَّف الفرزدق بزين العابدين رضي الله عنه .

ما قال لا قط  إلا في تشهده            لولا التشهد كانت لاؤه نعم ُ

تلاميذ الشيخ :

تلاميذه هم الذين قرأوا عليه أو حضروا دروسه ، وهم لا يـُحصَون كثرةًمن بلاد العالم الإسلامي كلـِّه ، و من الذين تخرجوا من معـهد الفـتح الإســلامي ، وقد أجازالشـيخ طـلابه الذين تخرجوا من معـهد الفـتح الإسلامي ، أو واظبوا على درسه ورأى فيهمنباهة طلاب العلم ، فأجازهم جميعاً بإجازاته عن شيوخه بالمعقول والمنقول، وأوصاهمالتزام المذاهب الأربعة الحنفي والشافعي والمالكي والثابت عن الإمام أحمد بن حنبل ،مع مواصلة العلم والتحصيل والدعاء له في ظهر الغيب .

من قرأ على الشيخ أحبه ، ومن سأله مرةً يـُصادِقه ، ومن دخل داره يعلمتواضعه وفرحه بضيف الله ، ومن سمع كلامه علم إنصافه ، ومن نظر إليه رأى نوره وهيبته .

وأذكر قصة لأحد تلاميذ الشيخ وكان فتىً يقرأ بعض المتون ، طلب الدرس وحده ، وكان سيدي الوالد يقرأ من بعد الفجر فتأخر ذلك الفتى عن وقت الدرس ، فدخل سيدي الوالد إلى غرفة أخرى مستلقياً ، فجاءت والدتي رحمها الله بالطعام فأبى أن يأكل وقال الآن وقت الدرس ولعل الطالب يأتي متأخراً قليلاً ، ثم ما لبث أن غـَفى ، فطـُرق الباب وفتح أخي ، وقال الطارق : أريد أن أدخل إلى الشـيخ لأقرأ له الدرس، فقيل له : نام الشـيخ قال: إذاً لا توقظه ثم انطلق ، واستيقظ والدي فقال : ألم يأتِ ؟ قالوا : بلى ولكننا قلنا إنك نائم ، قال: ويحكم لا تغلقوا باب رزقي مع الله عز وجل ، لا تفعلوا ذلك أبداً أنا والله لو كنت بائعاً أبيع وأشتري ، ثم جاءني رجل يريد أن يشتري بخمس ليرات أفلا أبيعه ؟ وكذلك بيعي وشرائي وربحي مع الله عز وجل بتدريسي العلم والله وحده هو الذي يعطيني الأجر والثواب .

ترى الحـَمدَ يـَهوي إلى بيته        يرى أفضلَ الكسبَ أن يـُحمدا (ولكن عند الله تعالى)

وظائفه التي تقلدها في دمشق :

تقلد الشيخ منصبَ خـَطيب ٍ في مسجد " تحت القناطر" قرب مكتب عنبر، ووظيفة إمام في جامع الصحابي الجليل أ ُبي بن كعب الأنصاري في مـدخل الـغوطة الـشرقية ، وفيمسجد القطط بحي القيمرية قرب الجامع الأموي وكذلك مسجدِ السيدة رُقـَية رضي الله عنها في محلةالعمارة ، ثم في مسجد تنكز، وكذلك عمل خطيباً وإماما في جامع الخير في حيالمهاجرين، ومدرسا فيه للفتوى ، وخطيباً في جامع الشمسية ، ثم أخيراً استقر في جـامـع الحـمـد علـى رابيــةقاسـيون خطيباً ، كما درّس الفقه الحنفي وهو في ريعان شبابه في مسجد العارف بالله الشيخ محي الدين بن العربي .

وأذكر حادثة ً عندما كان يـُدِّرس في مسجد الخير، وقد طـُلب إليه ذلك ليجمع الشباب على تعلم الفقه ، فتستطيع أن تقول إنه أقرأهم في ذلك المسجد الفقه المقارن ، فكان يقرأ الحُكـَمَ ودليـله وحدث يوم من الأيام أن جلس طالب من الشباب وكان بفكره بعض الشك ، فلما ذ ُكر الشيخ الأكبر قال الشاب : الشيخ الأكفر!! عن الشيخ محي الدين رحمه الله وأعلى قدره، فأغلق والدي الكتاب، ثم نظر إليه وقال: يا ولدي أريد أن أسألك سؤالاً تجيب عليه ، أنت تقول الشيخ الأكفر هـَبْ أننا جعلناك بما يـُعرف اليوم رئيساً لمحكمة الجنايات بيدك قتل إنسان وبيدك إبراؤه مما نسب إليه ، وكنت في زمن دولة إسلامية فيها شيخ الإسلام ، أكنت ترسل سيافك وجندك لقتله في داره لهذا الذي تـَنـْعته بالكفر !؟ أم تـأتـي بـه لتسـأله ؟ قال: آتي به لأسأله ، قال: إذاً هذه واحدة لم تقتله ، فإذا سألتـَه فأجابك جواباً يـُقر به الـشرع أكـنتَ تقتله ؟ قال: لا ، قال هذه ثانية . فإن أجابك جواباً لم تعرف معناه وفقهه ، فأتيت بالعلماء فقالوا: إنه صواب لابأس به ، أكنت تقتله؟ قال: لا، قال: هذه ثالثة. وبدأ يـُعدد حتى عد تقريباً عدد أصابع اليدين ، ثم قال له : فلو قال لك كـلاماً كـُفراً بـَواحاً أ َكنتَ تقتـلـه ؟ قال : نعم ، قال الشيخ: واحدة مقابل عشرة !! يا أخي من كـَفـَّر مؤمناً فقد باءَ بها أحـَدُهما ، أين كتاب الشيخ بخط الشيخ ؟ حتى نقول كتاب الشيخ وخط الشيخ .

لقد كذبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أفيتورعون أن يكذبوا على عـُلماء وصلحاء الأمة ؟ ثم قال له : [قاعدة أساسية في دين الإسلام] نحن نعتبر كل كلام مخالف للشريعة الإسلامية هو مدسوس على الشيخ محي الدين بن العربي رحمه الله تعالى ، وفي ذلك كل الإنصاف والعدل.

ُطلب الشيخ إلى التوجيه والتعليم والدعوة إلى الله في بلاد كثيرة عربيةوغير عربية فلم ُيعر اهتماماً لذلك ، وفاءً لشيوخه بالسير على نهجهم ، وبقي يقول عن شيوخه [ ولا تنسوا الفضلبينكم.]

فلا والله لا تـَسْـلاََ َكَ نفسي            لـِفـَاحشة ٍ أتـَيـْتَ ولا عـُقـُوق ِ

بعض أخلاق الشيخ :

●كان الشيخ كريماً يجود بكل ما في يده .

حـَدَثَ مرة ً أن قالت زوجة الشـيخ لقد بـَلـيتْ الجـُبة من أكمامها ، فلابـد من واحدة جـديدة ليـوم الجمـعة ، فقال الشيخ : إن شاء الله ندخر ثمنها وثمن خياطتها . ولما اشتراها الشيخ وخاطها ذهب بها إلى خطبة الجمعة ،وخرج يرتديها يوم السبت لمعهد الفتح وكان المكان قريباً من باب السلام في دمشق القديمة ، وعـاد الشيخ بعد الظهر إلى منزله ولا يلبسها !،فقالت أمي : رحمها الله وَهي زوجته يا سيدي أين الجبة ؟ فقال : عندك بالخزانة ! قالت : أسالك عن الجـُبة الجديدة ؟! فقال : افتحي الخزانة وستجدين جبةً !! فقالت : لعلك نسيتها في المعهد أو في المسجد ، دعني أرسل ولدنا أحمد فيحملها إليك فقال: لا لاتفعلي . فانفعلتْ وحلفتْ أن يـخبرها أين الجبة الجديدة !! فقال : - لا حول ولا قوة إلا بالله - الجبة ذهبت . احمدي الله أنني لم أذهب معها ، قالت : لابد أن تخبرني ، فقال: وهو لا يريد أن يتكلم لقد أَعجبتْ طالباً تركياً فـَأعطيتـُها له ، وقلتُ له هي هدية بارك الله لك بها . فقالت : أوَ فـَعلتَ ؟! قال : نعم والحمد لله أني لم أذهب مع الجـُبة ! - يريد مباستطها ومؤانستها - . فقالت : وما نفعل بالمهترئة القديمة . قال : لابأس بها سأصنع بها بعض ما تعلمته من الخياطة ، وسـتعيـش معنـا عمراً آخر . وكان ذلك .

●يتواضع لطالب العلم .

●يكره الظلم ويعين المظلوم .

●من استدان من الشيخ مالاً لا يطالبه الشيخ بالدين ولو لم يـُرجعه المدين .

تـَعـِفُ و تـَعـْرِفُ حقَّ القـِرى         وتتخذ ُ الحمدَ ذ ُخراً وكنزاً

●لا يحب أن يستأثر بالخير لنفسه ، ويؤثر غيره على نفسه .

ما دَرَى نـَعـْشـُه ولا حاملوه       ما على النعش ِ من عـَفاف ٍ وَجود ِ

●متأدباً مع شيوخه وأهل العلم، وهكذا العلماء العاملون .

●صاحب دعابة وتودد ولطف . [ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ]

●يحب صلة الرحم كثيراً ، ويقوم بشؤون أرحامه .

جـَميلُ المـُحيـِّا ضاحـِكٌ عند ضـَيفـِه ِ        أغرُّ جـَميعُ الرأي ِ مـُشـَتـَركُ الرَّحل ِ

●يُقَدِّم  الدرسَ وطالبَ العلم على راحته وأهله،ويقول:هؤلاء رزقي عند ربي [ وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ].

●لا يحـب الظهـور ويحـب الـتـواضع ويكـره المتكـبرين ولا يحب مجالسـتهم [ وعبـاد الرحمـن الذيـن يمشـون على الأرض هوناً ]

●يحب الرجوع إلى الصواب ويتمناه لعباد الله جميعاً .

لايُمسكُ الفحشاءَ تحت ثيابه                    حـُلوٌ شـَمائـِلـُه عفيفُ المـِئـَزر ِ

●ينظر في الأشياء بتبصر وما وراءها ولا يـُغـريه منصب ولا مال .

وَقـُورٌ إذا القوم الكـِرامُ تقاولوا           فـَحـُلـَّتْ حـُباهـُم واستـُطـِيرُوا من الجـَهْل ِ

●يذكر أهل المعروف بالخير دائماً ويشجعهم على ذلك ويدعو لهم .
ويقول مشجعاً ما ورد [أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة ].

●يحب قضاء حوائج الناس ويحب أن يشفع لهمكما يقول صلى الله عليه وسلم : إشفعوا تؤجروا ثم يقضي الله على لسان نبيه ما يريد .

فلئن صارَ لا يـُجيب لقد كان         سميعاً هـَشـَّا ً إذا هو نودي

●يحسن إلى صديقه ويقدمه على نفسه .

إذا القوم قالوا: مـَنْ فتىً لـِمـُلـَّمـِة ٍ        فما كـُلُّهـُم يـُدعى ، ولكنه الفتى

●فطن لكل كلمة تقال ، وصاحب جواب سريع بالحق .

لـَبيباً أعانَ اللـُّبَ منه سماحة ٌ       خصيباً إذا ما رائدُ الجـَدْب أَوْضـَعـَا

●إذا سأله فقير أعطاه ما في يده ، أو قال أعطيك بعض متاعي فانظر هليعجبك شيء ! فخذه.

ولقد حـَدَثَ أن جاءه رجل يريد الزواج ، ويشتكي أنه لا يجد المال لذلك ، وقال لـه : يا سـيدي لو ذهـبتَ معي إلى التاجر فلان ، فإنـه سيعطيني المـال، فـقال الـشيخ :رحمـه الله ولكني لا أعرفه . فقـال الـسائل : يـا سـيدي هو يعرفكم ، وذهب معه والدي رحمه الله تعالى ولم يجتمعا بالتاجر فعادا ، ثم طلب في يوم آخر أن ينزل معه الشيخ أديب رحمه الله تعالى ، فلبى طلبه لكنهما لم يجتمعا به للمرة الثانية ، فرجع والدي وقال : يا أخي خذ مكتبتي فبعها ! واشترِ ما تحتاجه فليس عندي غيرها ، أو تأخذ هذه الآرائك ( طقم كنبات ) ( حفر ) لا يوجد مثله اليوم ، فقام الرجل السائل فجعل يقلبه ، وظن أن فيه عيباً ، وتعجب أخي الموجود في منزل الوالد الشيخ أديب واتصل بي هاتفياً وقال : إن في منزلنا رجلاً نصاباً يريد أن يأخذ متاع الشيخ ، أو مكتبته في وضح النهار ويدعي فقره واحتياجه ، فأريد أن تحضر أنت ، وجئت إلى بيت سيدي الوالد الشيخ أديب ، وسلمت عليه فرحب بي ، وقلت : يا سيدي ألم تعلمنا ما ذكره الفقهاء: من موانع الرجوع في الهبة ، وهي مجموعة بحروف دَمـْع ٍ خـَزِقـَة قال: بلى ، قلت : وقلت لنا : إن الزاي للزوجية قال هذا صحيح ، فقلت له : ألم تهب هذه الآرائك لزوجتك أمي ، فقال: نسيت ، ثم التفت إلى الرجل وقال : والله لقد نسيت يا أخي خذ مكتبتي فبعها، وكان قد ظهر شيء من الضيق على الشيخ ، فنظر الرجل كيف صنع واستحى من قلة حيائه وانصرف .

إذا القوم قالوا: مـَنْ فتىً ؟ خـِلتُ أنني    عـُنيت فلم أًَََََََََكـْسـَلْ ولم أتـَبـَلـَّد ِ

●يحب الصراحة والبلاغة فيها ، ويكره الغمز على الناس والتعاليعليهم.

●يحب المداومة على الحج والعمرة ، ويحب أن يبقى شهراً كاملاً فترةالحج يتعبد الله ويتقرب إليه .

●يحب قراءة التاريخ ويذكر عـِبـَره لطلابه.

فإن تـَكنْ الأيامُ فرَّقنَ بـَيننا        فقد بانَ محموداً أبي يومَ وَدَّعـَا

●يحب الخلفاء الأربعة بعد رسول الله ويقول : عقيدة المسلم فيهموأمرهم في الفضل كالخلافة ، ويحب آل البيت ، ويكرمهم ، وُيجلهم ، ويدافع عن الصحابة ، ولايذكرهم إلا بخير.

ويقول : هكذا المسلم العدل كآل البيت ، يحبون الصحابة جميعاً ولاينالون من أحد شيئاً.

●يحب الربانيين من عباد الله الصالحين والأولياء الذين لم يـُعرفعنهم إلا الاستقامة والعمل الصالح .

●يـثق بمـا عـند الله وحـده ، ولا يـلتـفت إلـى شـيء سـواه ، ويـعرف كـُنـَه الحقيقة وهي : أن العبرة بروح النعمة لا بمقدارها ، وبذلك كان يعيش هادئاً مستريحاً ، كأنْ ليس في الدنيا إلا أشياؤها الميسرة .

تـَجرَّى عـَلىَّ الناسُ لما فقدتـُه           ولو كان حياً لاجترأتُ على الظلم

وكان رحمه الله يـَخشى من فساد الناس أن يتفاضلوا فيما بينهم بالمال تختلف درجاتهم به وتكون مراتبـُهم على مقداره تكثـُر به مرة ً وتـَقـِلُ مرة – إلا إذا فسدوا بفكرهم – وبطلت قضية العقل الصحيح وتعطل موجب الشرع ، وأصبحت السجايا تتحول، يملكها من يملك المال ويخسرها مـَنْ يخسره، فيكون الدين على النفوس كالدخيل المزاحـِم لموضعه والمتدلى في غير حقه ، وبهذا وللأسف يرجع باطل الغني دِيناً يتعامل الناس عليه ، ودينُ الفقير بـَهـْرَجاً لا يروج عند أحد ، وليس هذا من ديننا ، دين النفس والخلق ، وإنَّ ألفَ بعير يقنوها الرجل خالصة ً عليه ثابتة ً له ، لا تزيد في منزلة دينه قـَدَر نملة ولا ما دونها .

والحجران – الذهب والفضة – قد يكون شعاعـُهما في هذه الدنيا أضوأ َ من شمسها وقمرها ولكنهما في نور النفس المؤمنة كحصاتين يأخذهما من تحت قدميه ويذهب يزعم لك أنهما على قدر الشمس والقمر .

هـكذا كـان الشيخ غناه في نفسه ، وثقته بربه ، واتكاله عليه ، رحمـه الله وآنــسه وجعــله مع حبيـبـه المصـطفى وجمـعنـابه في مستقر رحمته .

صبر على مرض وفاته وكان حامداً لله شاكراً ويقول : أنا عبد لله يفعل بي ما يشاء .

توفي رحمه الله يوم الأربعاء 21/10/2009 – 3 ذي القعدة /1430 هجرية .

والناسُ مـَأتـَمـُهـــم عليــه واحــــــدٌ

 

  في كـُلِّ دار ٍ رَنــَّة ٌ وزَفيـــــــــــــــــرُ

أمـــا القبــور فـإنـهـن أوانــــــــــــسٌ

 

 بـجـوار قـبـرك والـديــار قـبــــــــــــور

ردتْ صـنـائــعــــه إليــه حـيـاتــــــــه

 

  فـكــأنــه مـِنْ نشــره منـشــــــــور

      

رحم الله عـُلماءنا الأجلاء فهو عام الحزنُ والله في دمشق .

 فلم أرَ مـِثلـَهم ماتوا جميعاً                   ولم أرَ مثلَ هذا العام ِ عاما

وصُلـِي عليه في مسجد بني أمية الكبير بعد صلاة العصر من يوم وفاته ، وكانت جنازته مهيبة حضرها العلماء ، وخرج فيها عشرات الآلاف من الناس ، ودفن في باب الصغير رحمه الله تعالى وجمعنا به في مستقر رحمته .

هذا وإنني أشكر الأمة الإسلامية بما أظهرت من حبها لعلمائـها ، كما وأشـكر سـادتنا العلماء وأتوجه إلى الله سبحانه أن يوفق ولاة أمور المسلمين لما يحب ويرضى ، وأن يجعل لهم بطانة خير تعينهم على الحق يا أرحم الراحمين .

وأشكر فضيلة الأستاذ الداعية المربي الدكتور محمد هشام البرهاني حفظه الله وأمد بعمره وأسأله سبحانه أن ننهج نهج أولئك القوم في الاستقامة والعلم والعمل ، وترك الحقد والحسد لنلقَ الله وهو عنا راض إنه سميع قريب مجيب .

أخوتي في الله : إن أحسنت فمن فضل الله وحده لا شريك له ، وإن أسأت فمن ذنوبي ، وأسـأل الله أن يعفـو عنـي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

إن الشيخ في هذه العجالة لم يـُعط َ حقه وهو أعظم من أن يـُتـَرجم في جلسة ٍ واحدة ٍ .

اللهم اخلفنا خيراً منهم بجاه حبيبك سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم .

                                                  كتبها وألقاها ولده الشيخ أحمد الكلاس
                                                  في جلسة الوفاء 8/محرم/1431هـ بجامع التوبة دمشق

All right reserved by ALFATIH 2014